حجر الياسمين !
بقلم: محمد بن يوسف كرزون
راقت له عريشة الياسمين، لم يعجبه تهافت الناس على أزهارها. هو لا يريدُ أن يُظهِرَ غضبَهُ مِمَّنْ يحبّ هذه العريشة، ولا يريدها أن تبقى بعبقها بينَ الناس.
صار يذهبُ إليها ليلاً، يقطف أقصى ما يستطيع من أزهارها، يأتي بها إلى مختبره العلميّ! يضع الزهور تحت مكابس ضغط عالٍ، في أكثر من مرحلة، إلى أن تتحوّل إلى كتلة صغيرة صلبة، ويهدر عصيرها في مكان بعيد لكي لا تفوح منه أيّ رائحة، ويصنع من (حجر الياسمين) قذيفة، يدبّبُ رأسها، ويعتمدُ على ثقلها العنيف الناتج عن الضغط، في إصابة الهدف، بل إلحاق الأذى بالهدف، أقسى أذىً، إلى حدّ العطبِ أو الموت.
وفي أوّل خصام مباشر له مع الناس استخدمَ (قذائف الياسمين)، استخدمها بكثافة غير مسبوقة، وامتزجَ الدّمُ بها.
رأى الناس ما تبقّى القذائف البيضاء! فحصوها، حلّلوا ماهيّتها، وجدوها مكوّنة من الياسمين وحده. صاروا يلعنون الياسمين، ويقطعون بأيديهم عرائشه من دُورهم وبيوتهم، وصار الياسمين هو النبات الملعون!!!
كم أنتَ بريء أيّها الياسمين… أنتَ الضحيّة التي تُستخدَمُ في القتل، وأنتَ المقتول قبل أن تَقتل!!!
لمدونة سلام , بقلم الكاتب و الروائي السوري : محمد بن يوسف كرزون , نشرت بتاريخ : 12/10/2017