فاستبقوا الخيرات – الصـبر
في رمضان يصبر الإنسانُ على الجوعِ و العطش امتثالاً لأمر الله تعالى حين قال جل و علا ” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) سورة البقرة .
و للصابرين يوم تقوم الساعة أجرٌ عظيم كما في قوله تعالى : { إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب } .
فإذا كنت تريد أن تدخلَ الجنـة بغير حساب فعليك بالصبر , الصبرِ على جاركَ إن بدرَ منه ما يسيء لعل الله يهديه فيمتنع فتفوزَ بجائزة صبرك و حلمك , الصبرِ على مصائب الدنـيا و ما إلى هنالك من أنواع الصبر التي سنأتي على ذكرها الآن .
يأتي الصبر على ثلاثة أنواع : الصبر على طاعة الله و الصبر عن محارم الله و الصبر على أقدار الله المؤلمة.
فإذا كنتَ تريد أن تجمعَ الأنواع الثلاثة فعليك بالصوم فإن فيه صبراً على طاعة الله و صبراً عما حرم الله على الصائم من الشهوات و صبراً على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع و العطش و ضعف النفس و البدن و هذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يثاب عليه صاحبه كما قال الله تعالى في المجاهدين : { ذلك بأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطؤون موطئا يغيظ الكفار ولا ينالون من عدو نيلا إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين }.
وقد وردت بعض الآثار الضعيفة في ذلك ومما يستأنس بها في هذا المقام . .منها :
ماروي عنه عليه الصلاة والسلم : “ماأعطي أحد عطاءً خيراً من الصبر”.
كما ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : ” أنه سمى شهر رمضان شهر الصبر “ رواه أبو داود وابن ماجه وأحمد , و في حديث آخر روي عنه صلى الله عليه و سلم قال : ” الصوم نصف الصبر “ خرجه الترمذي وابن ماجه وأحمد.والحديثان ضعيفان , و في حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خزيمة في صحيحه في فضل شهر رمضان : ” و هو شهر الصبر و الصبر ثوابه الجنة “ وهو ضعيف جداً.
فهنيئا لمن وفق للصبر والتصبر”ومن يتصبر يصبره الله” وتعلم ذلك وعلمه وأوصى وتواصى به وأيقن بأنه طريق للجنة , ورمضان فرصة للتغيير والتأطير . .
وقد صدق الأول حين قال : بالصبر واليقين تنل الإمامة بالدين . .